كلمة المحرر

 

السّروراء فتك بشار الأسد النصيري العلوي البعثي

بالشعب السور لهذا المدى الطويل

 

 

 

 

        يوم 8/مارس 2014م، مضى على الثورة الشعبية ضد الطاغية السوري بشار الأسد ثلاثة أعوام؛ حيث كانت قد بدأت يوم 8/مارس 2011م.

     وفي هذه المدة تسبّب الطاغية بشار في قتل أكثر من 250 ألفًا، واعتقال أكثر من 230 ألفًا، واختفاء أكثر من 85 ألفًا قسريًّا، وتعذيب 3752 شخصًا حتى الموت، واغتصاب أكثر من 7520 امرأة، وتدمير 900 ألف مبنى ما بين منزل ومسجد ومستشفى ومدرسة، ونزوح 6،395 مليون سوري، وتهجير أكثر من 6،3 مليون إلى دول العالم.

     وسبق أن أباه حافظ الأسد وعمه رفعت الأسد قتلا عشرات الآلاف من السوريين، من خلال مجازر «جسر الشغور» في مارس 1980، وسجن «تدمر» في يونيو 1980م، و«حلب» في أغسطس 1980م، و«حماة» في فبراير 1982م.

     لماذا يوغل الطاغية النصيري في قتل وتهجير وتشريد وتعذيب أهل السنة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة؛ حيث إن النصيريين لايشكلون إلاّ نسبة 8٪ فقط؟.

     لو قرأتَ معتقداتهم الباطلة وتاريخهم علمت أن النصيرية تبيح دماء الأغيار أي غير النصيريين. وقد خرجت هي من الإمامية الاثني عشرية، وأسسها المدعو «أبو شعيب محمد بن نصير» وهي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري، وهي مزيجة من اليهودية والمجوسية وعدد من الديانات الوثنية الآسيوية القديمة، والمنتمون إليها يعدون من غلاة الشيعة؛ حيث إنهم زعموا في البداية أن جزءًا من النور الإلهي حلّ في جسد علي بن أبي طالب، ثم ألَّهُوه بعد ذلك. وكجميع أبناء الأديان الباطلة يستهدف النصيريون هدم الإسلام ونقض عراه، ويمقتون أهل السنة أشد الكراهية، ويناصرون كل من يعاديهم أو يعتدي عليهم.

     وهم يتمسّكون بعبادة سادتهم وقادتهم النصيريين في شتى العصور، من «ابن نصير» المؤسس، وخليفته «ابن جندب» وغيرهما موقتًا، حتى يرجع علي بن أبي طالب من غيبته في السماء إلى الأرض لينشر العدل، وهم يعظّمون «عبد الرحمن بن ملجم» الذي قتل عليًّا؛ لأنه خلّصه من قيود الجسد البشري الذي كان لا يُمَكِّنه من الانطلاق في أرجاء الملكوت الرحب الفسيح!!.

     ومن غرائب معتقداتهم أن عليًّا هو الذي خلق محمدًا، وأن محمدًا خلق سلمان الفارسي، وأن سلمان الفارسي خلق الأيتام الخمسة: «المقداد بن الأسود» و«أباذ الغفاري»و«عبد الله بن رواحة» و«عثمان بن مظعون» و«قنبر بن كادان».

     ولبطلان عقائدهم صريحًا، صَرَّح شيخ الإسلام ابن تيمية بما معناه: «إنما أولئك القوم المسمون بالنصيريين، هم وسائر القرامطة الباطنية، أشدّ كفرًا من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار، الذين ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا الخليفة ببغداد وغيره، إلاّ بمعاونتهم ومؤازرتهم، وهم دائمًا مع كل عدوّ للمسلمين. ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين السنة على من يعتدي عليهم».

     ولذلك أفتى علماء المسلمين بالإجماع أن النصيريين لايجوز مناكحتهم، ولا أكل ذبائحهم، ولا يُصَلَّى على من مات منهم، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يجوز استخدامهم أو توظيفهم في الثغور والحصون.

     والنصيريون يمارسون طقوسهم الدينية في الخلاء أو في بيوتهم، وليست لهم مساجد أو معابد.

     وقد أطلق النصيريون تقية على أنفسهم اسم «العلويين» على عهد الاستعمار الفرنسي في سوريا، الذي أقام لهم في 1920م دولة في شمال سوريا. والاستعمار الفرنسي هو الذي أشار عليهم بتسمية أنفسهم بـ«العلويين» تمويهًا وتغطية لحقيقتهم، وللإيهام بأنهم أتباع علي بن أبي طالب، حتى يتقلبهم أهل السنة والجماعة، الذين كانوا ولا يزالون يُشَكِّلُون الأغلبية الكاسحة في سوريا.

     وبعد هذه النظرة الخاطفة على معتقدات النصيريين العلويين يكون القراء قد علموا أنهم أعداء حنقون للسنة كالكفرة والمشركين واليهود والنصارى تمامًا. ويضاف إلى ذلك ضرورتهم السياسيّة المتمثلة في الإبقاء على حكومتهم في سوريا، حتى ينجوا وينجو بشّارهم من العقاب الأليم والمؤاخذة الشديدة اللذين ينتظرانهم بعد سقوط حكومتهم في سوريا.

     وبذلك كله ينكشف الغبار عن السرّ وراء مناصرة إيران الشيعية جهارًا ونهارًا وبكل الحيل والأساليب لبشار الأسد النصيري العلوي البعثي وحكومته.

[التحرير]

(تحريرًا في الساعة 12 ضحى يوم الأربعاء: :17/جمادى الأولى 1435هـ = 19/مارس 2014م)

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، جمادى الثانية - رجب 1435 هـ = أبريل - مايو 2014م ، العدد : 6-7 ، السنة : 38